خرج أليكس من النطاق الداخلي و بالفعل وجد نفسه في منزله ومن ثم بدأ في الخروج من المنزل .

فتح أليكس باب منزله ليفاجأ بكمية الأطفال التي كانت موجودة فقد كان الأطفال يملئون شوارع القرية التي كان يسكن بها أليكس .

كان عدد الأطفال أكثر من اثنا عشر ألفا و هو ما جعل أليكس يبتسم بوحشية .

و في لحظة اختفي اولئك الأطفال و اختفي أليكس كذلك ليظهروا في وسط النطاق الداخلي الخاص بالنقابة .

تفاجأ الأطفال من روعة المكان و بدأو يتحدثون بسعادة " رائع ما هذا المكان ؟؟ هل أنا أحلم ؟؟ "

أخذت تتكرر تلك العبارات و غيرها الكثير إلا أن قاطعهم صوت أليكس المهيب " اتبعوني !! "

بدأ أليكس يمشي و الأطفال وراءه حتي وصلوا إلي الجزء الجنوبي من النطاق فقام أليكس بفتح بوابة الجزء الجنوبي و التي كانت تشبه الخاصة بعائلة الزولديك ولكنها كانت أثقل بكثير فقد كانت تتكون من 12 بوابة وكل بوابة تزن 24 طنا و يتضاعف العدد مع كل بوابة .

فتح أليكس البوابة كاملة بدفعة واحدة من يده فقط و أشار بيده ليدخل الأطفال و بالفعل بدأ الأطفال بالدخول ليتفاجئوا بما رآوه .

طريق مهيب لقصر ضخم و عظيم و علي الجوانب الأشجار الخصراء التي تبعث الحياة و التي لاتستطيع رؤية شيء خلفها .

حينما رأي الأطفال ذلك شعروا بالسعادة و ظنوا أنهم سيعيشون بهذا القصر الضخم و لكن بعض الأطفال ذوي الغريزة الوحشية رأو شيئا آخر تماما .

رأي اولئك الأطفال ذوي الغريزة الوحشية عيون لا حصر لها بين الأشجار تحدق بهم بشراهة و كأنهم تغذية لهم .

استمر الأطفال في المشي خلف أليكس بصمت حتي توقف أليكس فجأة و رفع يده و بدا كما لو أنه يضغط علي أزرار في الهواء و بمجرد أن توقف أليكس عن فعل ذلك .

بدأ جزء من الطريق يختفي لتظهر العديد من السلالم التي تقود للأسفل فأشار أليكس للأطفال بالنزول .

عبس العديد من الأطفال حينما شاهدوا ذلك و لكن لم يقولوا شيئا و بدأو بالنزول .

قبل أسبوع من الآن :

كان يوجد طفل يسمي جيمس يركض بسرعة و بسعادة وهو يصرخ " أخي أخي "

حتي وصل بالقرب من أخيه فقال جيمس " أخي اوين هيا بنا فأمنا ستخبرنا بشيء ما "

كان اوين ينظر للسماء و يتأمل بها في حزن ولكن حينما سمع صوت أخيه جيمس ابتسم وقال " أنا قادم فلتنتظرني "

كان جيمس يتيما فقد و الديه حينما كان في الثانية من عمره و قد كان حزينا للغاية بسبب ذلك ولكن حينما قدم إلي دار الأيتام هذا و قابل اوين و مربية أطفال هذا الدار فرح كثيرا فقلد كانت المربية تعاملهم كأنهم أطفالها و كان اوين هو أول صديق لجيمس فقضي عاما سعيدا معهم .

و قد كان اوين يتيما فقد والديه حينما كان في الثالثة من عمره وقد كان يتسم بالذكاء و لكن عندما فقد والديه شعر كما لو أن الحياة قد تخلت عنه و بهذا كان يشعر بالأكتئاب و لكن حينما وصل لدار الأيتام و رأي معاملة مربية الدار له و للأطفال شعر أنه يستطيع بدء حياة جديدة .

وصل جيمس و اوين إلي غرفة المربية فوجدوا أكثر من عشرين طفلا غيرهم .

حينما رأت مربية الدار قدوم كل الأطفال قالت بابتسامة " مرحبا يا أطفالي لقد جمعتكم هنا لأخبركم بشيء مهم "

صمتت قليلا ثم قالت والدموع تنهمر منها " في صباح اليوم جاء إشعار ملكي يخبرنا بأن شخص ما يريد كل الأطفال الموجودين هنا و الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات و لذلك هذا هو آخر اجتماع لي معكم ففي صباح الغد سيأتي الحراس الملكيون ليأخذونكم"

ساد الصمت في المكان بعد سماع تلك الكلمات و بدأ بعض الأطفال بالبكاء و هكذا مر اليوم ليأتي الغد .

في الصباح :

استيقظ جميع الأطفال كعادتهم كل يوم و لكن هذه المرة مختلفة فقد استيقظوا وهم تعيسين لأنهم لن يقابلوا مربية الدار بعد اليوم .

استيقظ الجميع من ثم قاموا بالاستحمام و أكلوا و بعد أن انتهوا من تناول الطعام بدأو يتحدثون مع بعضهم بعضا .

و بينما كانوا يتحدثون جاءت مربية الدار لتصطحبهم للخارج من أجل البدء في رحلتهم الجديدة .

خرج الأطفال من الدار ليتفاجئوا بما رآوه فلقد رأي الأطفال خمس عربات ملكية و حراس ملكيين حول تلك العربات لحراسة الأطفال وهو ما جعل الأطفال يتساءلون بداخلهم ’’ من هو هذا الشخص الذي يريدنا ؟؟ ’’

دخل الأطفال العربة و جلسوا وبدأت العربات في المشي وهكذا مر الوقت إلي أن توقفت العربات .

خلال تلك الرحلة لاحظ اوين العديد من العربات الملكية التي تسير في نفس الاتجاه الذي يسيرون فيه و هو ما جعله يفكر ’’ لماذا يريد هذا الشخص هذه الأعداد من الأطفال ؟؟ ’’

توقفت العربات و قام الحراس بفتح الأبواب وهو ما يشير إلي أن الرحلة قد انتهت .

خرج الأطفال من العربة فوجدوا العديد و العديد من الأطفال في الشارع و أكثر ما جذب انتباههم هو القصر الذي يوجد في تلك المنطقة فتحدث جيمس قائلا بحماس " واو أليس هذا منزل ذلك المغامر الذي يسمي أليكس ؟؟ "

قال اوين " أجل هذا منزله "

صمت اوين قليلا ثم قال " يبدو أنه هو ذلك الشخص الذي يريدنا "

استمر الأطفال يتحدثون مع بعضهم البعض حتي قاطعهم صوت أحد الحراس الملكيون قائلا " بالطبع قد لاحظ بعضكم منزل من هذا ؟؟ و بالفعل المغامر أليكس هو من يريدكم و هو سيخرج بعد بعض أيام و لذلك فلتبقوا هنا أمام البوابة حتي يخرج "

و بهذا مرت الأيام سريعا و قد كان الأطفال يأكلون من الطعام الذي تركه الحراس حتي خرج شخص ما من بوابة القصر و قد عرف الجميع بالفعل أنه المغامر أليكس .

و لكن و قبل أن تحدث أي جلبة أو ضوضاء شعر جميع الأطفال بشعور غريب فلقد شعروا بأن الفضاء حولهم يتغير و تموجات تحصل حولهم و قبل أن يفعلوا شيئا وجدوا أنفسهم في مكان آخر .

مكان واسع للغاية و أماكن جميلة جدا حيث توجد المصابيح في كل مكان و الأشجار الخضراء علي جوانب الطرق و العديد من حلبات القتال و الجدران التي تفصل بين كل شيء .

قال جيمس " اوين انظر إن هذا المكان رائع أليس كذلك ؟؟ "

كان اوين أحد الأطفال ذوي الغريزة الوحشية فلقد كان ينظر في اتجاه معين خاصة ناحية الأشجار فلقد شعر بأن هناك شخص يراقبه و لكن حينما سمع صوت جيمس تغير تعبيره الجاد إلي تعبير بسيط للغاية وابتسم قائلا " أجل إنه رائع للغاية "

أخذ الأطفال الآخرون يتحدثون حتي قاطعهم صوت أليكس " اتبعوني "

ساد الصمت في المكان و بدأ الأطفال يسيرون خلف أليكس في صمت حتي وصلوا أمام بوابة الجزء الجنوبي العملاقة .

أخذ اوين يفكر بداخله ’’هل هذه البوابة من هذا العالم ؟؟! ’’

و لكن ما حدث تاليا جعله ينصدم فبمجرد دفعة من يد ذلك الشخص الذي أمامهم فتحت البوابة كاملا و أشار لهم للدخول .

و بالفعل سار الأشخاص في صمت و عبروا البوابة و بدأو يسيرون خلف أليكس مرة أخري ولكن جيمس قد لاحظ تصرفات اوين و تعبيرات وجهه المرعوبة فسأله " اوين هل انت بخير ؟؟ "

لم يكن اوين يريد أن يجعل جيمس قلقا و لذلك أزال تعبيراته وقال بابتسامة بريئة " أجل أنا بخير لا تقلق "

بعد أن رأي اوين جيمس يبتسم أرجع تعبيراته وهو يفكر ’’ هذا المكان للوحوش فقط فتلك العيون التي رأيتها بين الأشجار لم تكن لبشريا ابدا ’’

سار الجميع خلف أليكس حتي توقف أليكس فجأة و بدأ يضغط علي الهواء و بعد فترة توقف أليكس عن هذا ليختفي جزء من الطريق أمامه و تظهر مجموعة من السلالم التي تقود للأسفل و أشار لهم للنزول .

بدأ الأطفال بالنزول إلي الأسفل و كل الأطفال انقسم تفكيرهم إلي اثنان .

الجزء الأول من الأطفال والذي كان ضمنهم جيمس ’’ و أخيرا سأعيش حياة رائعة بل و أيضا مع المغامر الأقوي أليكس يالي من محظوظ ’’

الجزء الآخر من الأطفال و الذي كان ضمنهم اوين ’’ ما هذا الشعور المشؤوم ؟؟ لما أشعر و كأنها بداية شيئا مخيفا ؟؟ ’’

و بالرغم من هذين التفكيرين المتناقضين إلا أنهم استمروا في النزول للأسفل .

نزل الجميع إلي الأسفل و من عمق ذلك المكان لم يستطيعوا أن يشعروا بالوقت فقد مرت الساعات وهم ينزلون حتي رأو ضوء في نهاية تلك السلالم .

دخل الجميع من خلال ذلك الضوء فتفاجئوا بوجود نسخة أخري من أليكس تنتظرهم وراء الضوء .

قامت تلك النسخة من أليكس بأخذ كل الأشياء التي كانت لدي هؤلاء الأطفال فقد أخذت تلك النسخة أي شيء سيذكرهم بالعالم الخارجي و قامت بإعطائهم جميعا زيا موحدا و الذي كان يتميز باللون الأسود فقط مع وجود رقم مختلف علي ظهر كل زي .

و بعد أن تم تسليم الزي الموحد للأطفال قالت النسخة " حسنا سيذهب كل واحد منكم الآن إلي الغرفة المطابقة للرقم المكتوب علي الزي و حينما تسمعون أمر الاجتماع فلتخرجوا غير ذلك غير مسموح للجميع بالخروج "

بدأ جميع الأطفال في البحث عن غرفهم و ما فاجأ جيمس أن تلك المتاهة الخرسانية كبيرة للغاية فتمتم قائلا " يا له من مكان رائع"

سار جيمس في تلك المتاهة حتي وجد الغرفة المطابقة لرقمه و قد كتب علي باب الغرفة (( 2376 )) باللون الأبيض بينما كان الباب باللون الأسود .

دخل جيمس الغرفة فوجدها كبيرة للغاية بالنسبة لغرفة حيث يوجد سرير كبير مع حمام بجانب الغرفة و العديد من الطعام بالجانب الآخر و مازالت توجد مساحة فارغة كبيرة .

لم يستطع جيمس إلا أن يتمتم قائلا " رائع !! "

لم يستطع جيمس أن يظل مستيقظا فلقد كان مرهقا للغاية و بذلك نام علي ذلك السرير المريح .

استيقظ جيمس في الصباح و قام بالاستحمام و أكل بعض الطعام حتي قاطعه صوت ظهر في الغرفة فجأة قائلا " حان وقت الاجتماع فليذهب صاحب الرقم 2376 إلي ساحة الاجتماع "

أخذ جيمس يفكر ’’ أين هي ساحة الاجتماع هذه ؟؟ ’’

لم يستمر جيمس في التفكير و بدأ في الخروج و عندما خرج وجد جميع الأطفال يسيرون في اتجاه واحد فسار معهم حتي وصلوا إلي مكان كبير للغاية ولكنه كان فارغا فقط كان يوجد مقعد ومنضدة و علي ذلك المقعد كان يوجد أليكس .

قال أليكس " من يسمع رقمه فليتقدم لأمام المنضدة حسنا "

اومأ جميع الأطفال برأسهم موافقين و حينما رأي أليكس ذلك قال " الرقم 1 فليتقدم "

تقدم أحد الأطفال من وسط الحشد ووقف أمام المنصدة فسأله أليكس " ما اسمك ؟؟ "

قال الطفل " اسمي هو ليو ماثيو "

اومأ أليكس برأسه من ثم ظهر كتاب في يده من العدم و حينما ظهر الكتاب قال أليكس بابتسامة مبهرة " هل يمكنك لمس الكتاب رجاءا ؟؟ "

لمس الطفل الكتاب و ظل واقفا منتظرا أمر أليكس .

فتح أليكس الكتاب فظهر في أعلي أول صفحة للكتاب (( الاسم : ليو ماثيو )) و أسفل الاسم كانت توجد ذكريات ليو .

كانت تلك القدرة هي قدرة نين أليكس المتخصص و التي تسمي (( كتاب الذكريات )) .

و علي الفور وبدون تأخير قام أليكس بمسح ذكريات ذلك الطفل و بدون ذرة شفقة و كتب مكانها :

الاسم : الرقم واحد

الهواية : القتل بدم بارد و التدريب حتي الموت

الولاء لدرجة الموت لأجله : أليكس

فقط هذا ما كتبه أليكس في ذكريات ذلك الشخص و بمجرد أن أغلق أليكس الكتاب قال " هل يمكنك لمسه مرة أخري رجاءا ؟؟ "

تعجب الطفل من ذلك و مع ذلك لمس الكتاب و بمجرد أن لمس ذلك الطفل الكتاب أحس بصداع قاتل و كاد يسقط و لكن أليكس قام بجعله ثابتا راسخا في الأرض باستخدام عنصر الرياح و بدا كما لو أنه لم يحدث شيء و بعد مرور بعض الوقت عاد الفتي إلي رشده ولكن من ينظر إلي عينه سيعلم أن هناك شيئا خاطئا فعينه اختفت منها الحياة و ظهر وهج للقتل فقط .

فتح أليكس الكتاب مرة أخري فلم يجد شيئا به و هذه هي شروط قدرة (( كتاب الذكريات )) والتي هي أن يدلي صاحب الذكريات اسمه علانية من ثم يلمس الكتاب فتظهر ذكرياته بها و حينها يستطيع أليكس التعديل بها كما يشاء و بعد التعديل يجعل صاحب الذكريات يلمس الكتاب مرة أخري ليمتص تلك الذكريات الجديدة وتختفي ذكرياته السابقة .

و هكذا طفل خلف الآخر و مع ذلك لم يشعر أليكس بشفقة اتجاههم .

2021/05/01 · 1,599 مشاهدة · 1922 كلمة
THE DEVIL
نادي الروايات - 2024